Wednesday, March 4, 2009

هما المييتين عندهم بكرة ؟

بعد انهيار تلك العمارة وهدوء الحطام والتراب ... سكن الموتى على حالهم موتى بين شرائح الدمار والخراب وجبة شهية لكل من سولت لهم
انفسهم فى تخريب جدار العمارة الاسفل لهدم العمارة والاستحواذ عليها من المستأجرين سكانها
هدأ كل شئ الا الصراخ الدموع والبكاء ....... وصوت الاسعاف الصارخ مع كل نبضات الشارع الموجوع لفقدان احد بناته تلك العمارة
دعك عزيزى القارئ من كل هذا .... وتعالى معى ندخل سوياً من بين تلك الحجارة المدمرة والخراب ندخل وندخل ونرى ... ها هى ام تمتلك تاج الامومة المهزوم كانت تحاول انقاذ طفلها ابن الخامسة النائم على سريره الوردى ولكن لم يعطها القدر اكثر من انها تكون مع ابنها تحت الخراب لكن ليسوا موتى بل احياااااء او ببعض من الحياة
فقد وقع الدولاب فوق السرير فصنع فجوة صغيرة تكورت فيها الام حول ابنها وانغلقت على نفسها وابنها حتى هدأ الانهيار وسكن
وظلا محتجزان بين الدولاب والسرير والخراب والموت ... هى تحاول ان تهدأ من روع ابنها المفزووووع ولا تجد هى من يهدأ روعها وبعد حوالى ساعتين من السكون
قال الطفل لامـــه : هو احنا كدا مـُـــتنا ولا لسه عايشيين
الام : تبكي بشدة وحرقة والم وتحضن ابنها من شدة الحزن والخوووف
الطفل : ماما ...... مش اللى بيموت بطلع فووق فى السما
الام : من بين الدمووووع ..... آآآآآآآآآآآآآآآآآآآآه
الطفل : يبقى احنا كدا عايشيين ... صح ؟
الام : متخافش يا حبيبى ان شاء الله هنعبش ... هنعيش

الطفل : ماما هو ايه اللى وقع العمارة ؟

الام : بعد تنهيدة وجع ودمع ..... الطمع والجشع والقلوب الميته اللى زى الحجر والضماير الغايبة و.....و॥
الطفل : ياااااااااااااه كل دوووول طيب ليه البوليس مبيحبسهمش ويحطهم فى السجن عشان ميهدموش العمارة تانى ..... بس اشوفهم وانا ابلغ عنهم البوليس على طوووول ... بس هما شكلهم ايه يا ماما
الام : في ابتسامة يأس بين الدموع ................بكرة ،، بكرة تشوفهم وتعرفهم كويس اوى
الطفل : ( بكـرة ؟؟؟؟؟؟ ) وهنشوفه ازاى دا واحنا هنا فى الضلمة دى
وبعدين همااا الميتيين عندهم بكرة برده

ويظل الطفل فى شكه الغريب والرهيب هل هما موتى ام احياء ؟! هل للموتى من باكر وغد؟!!!
ولا اعلم من أين تسلل لعقله البسيط كل هذا التشاؤم والحزن .... لا اعلم من أين تسلل لصفحته البيضاااء كل خربشات السواد والبقع الحمراء الكبيئة التى اشتعلت نيرانا تحرق فى جدران ذهنه الذى كان صافياً
ربما يكون شكه شكنا نحن الان وشك كل الاطفال والبراءات القادمة فيظل الشك قائم
هل هم احياء ام موتى ؟؟ .....( والمييتين عندهم بكرة !!!!

كريم بهي

يناير 2008

No comments:

Post a Comment

إلي القـــارئ

أنا من أشد المحبين للأطفال خاصة من سن الواحدة حتى الخامسة او السادسة ، احبهم وهم ينعمون بالبراءة والسذاجة التى عادة ما تدفعنى للضحك او السعادة او الحزن او الكآبة أو .......
لكن من الملحوظ جدا والملموس أيضا تطور عقلية الاطفال ولا سيما بعد تجلى ظهور الانترنت و الموبايل وبوابات التطلع والفكر والمدرارك المفتوحة بكل قوة الرياح التكنولوجية
فأصبح ما يصدر عن الاطفال ليس مجرد سذاجة ضاحكة او مبكية بل تحولت كلماتهم البسيطة احيانا لخيط او طريق لمعانى وكلمات اكبر واعمق او لشئ لا يدركوه لكنهم فعلوه
فصار الطفل بطبيعته البسيطة اديبا او اقدر على التعبير بدون ان يدرى بذلك فقد تجمعت البراءة مع العقل فى شئ صغير اسمه لسان الطفل الحكاء والمتسائل بشدة وكثرة ومعنى
لذا فكرت ان يكون هناك أدباَ جديدا للطفل لكن مكتوب للكبار ، وعلينا نحن ـ اقصد المتأملين والمفكرين ـ بحصد وجمع مواقف الاطفال المعبرة والتى تدل على قدرة الاطفال الطبيعية على شحن موجات حزن او فرح لوجدننا بمواقفهم وكلامهم
واظن انه قد فعل هذا من قبل الدكتور ضياء النجار فى احدى تدويناته عن التفرقة العنصرية

لكنى فى هذه المدونة ما اريد انا عمله هو تأليف مواقف جديدة بشخص ولسان الاطفال وبتركيبة معينة تخاطب عقول الكبار ربما بشئ من التحليل او السخرية او النقد او الفكاهه احيانا او.....او
واظن اننى استطيع ولو لم اخلق شيئا جديدا سافتح الباب لشئ جديد فعلا من خلال كتاباتى وشعرى وقصائدى القادمة باذن الله

هو ادب الاطفال المكتوب للكبار

كريم بهي