Wednesday, March 4, 2009

أكيد هما لسه واقفين

انه يوم العيد ..الساعة تدق التاسعة صباحاً ، فى تلك القرية الكبيرة وربما الصغيرة
يخرج هذا الطفل الى صديقه بالشارع الخلفي فيضرب جرس الباب ، واذا بصديقه (الانتيم) الذى يجاوره المسكن والمقعد فى الصف الاول الابتدائي


فيقول الطفل لصديقه بشئ من العتاب : انت لسه قاعد ومخرجتش دا النهاردة العيد

الصديق : عيد ايه ياعم وانا عندى درس النهارده الساعة3 الضهر وعليا حفظ يجي ديشليووون كلمة

الطفل : بس النهاردة العيد ........ اجازة

الصديق : عيد ازاي وبابا لسه نايم وماما فى المطبخ ومحدش جه عندنا واجازة ايه وانا عندى درس

الطفل : امال اخواتك فيييين ؟؟

الصديق : خرجواااا

الطفل : شوفت !!! عشان اقولك والله احنا صلينا العيد النهارده الصبح

الصديق : طيب الشوارع فاضية ليه وبابا لسه نايم ومحدش جه عندنا

الطفل : والله النهارده العيد ...... حتى كمان احنا واخدين اجازة من المدرسة النهارده

الصديق :ما يمكن يا حدق النهارده الوقفة عشان كدا خدنا اجازة من المدرسة وما اخدش انا اجازة من المدرس

الطفل : لا لا لا انبارح كانت الوقفة وبابا قالى ان الناس الحجاج فى السعودية واقفين فوق الجبل

الصديق : بجد !!!! يبقى يبقى اكيد هما لسه واقفين والعيد مش النهاردة

الطفل : لا ياعم هاروح اسأل بابا احسن

ويرجع الطفل لبيته فى شكه القوى ان اليوم ليس يوم العيد ... ويسأل ابيه عن الحجاج فوق الجبل

هما لسه واقفين ؟؟


تمت


كريم بهي

No comments:

Post a Comment

إلي القـــارئ

أنا من أشد المحبين للأطفال خاصة من سن الواحدة حتى الخامسة او السادسة ، احبهم وهم ينعمون بالبراءة والسذاجة التى عادة ما تدفعنى للضحك او السعادة او الحزن او الكآبة أو .......
لكن من الملحوظ جدا والملموس أيضا تطور عقلية الاطفال ولا سيما بعد تجلى ظهور الانترنت و الموبايل وبوابات التطلع والفكر والمدرارك المفتوحة بكل قوة الرياح التكنولوجية
فأصبح ما يصدر عن الاطفال ليس مجرد سذاجة ضاحكة او مبكية بل تحولت كلماتهم البسيطة احيانا لخيط او طريق لمعانى وكلمات اكبر واعمق او لشئ لا يدركوه لكنهم فعلوه
فصار الطفل بطبيعته البسيطة اديبا او اقدر على التعبير بدون ان يدرى بذلك فقد تجمعت البراءة مع العقل فى شئ صغير اسمه لسان الطفل الحكاء والمتسائل بشدة وكثرة ومعنى
لذا فكرت ان يكون هناك أدباَ جديدا للطفل لكن مكتوب للكبار ، وعلينا نحن ـ اقصد المتأملين والمفكرين ـ بحصد وجمع مواقف الاطفال المعبرة والتى تدل على قدرة الاطفال الطبيعية على شحن موجات حزن او فرح لوجدننا بمواقفهم وكلامهم
واظن انه قد فعل هذا من قبل الدكتور ضياء النجار فى احدى تدويناته عن التفرقة العنصرية

لكنى فى هذه المدونة ما اريد انا عمله هو تأليف مواقف جديدة بشخص ولسان الاطفال وبتركيبة معينة تخاطب عقول الكبار ربما بشئ من التحليل او السخرية او النقد او الفكاهه احيانا او.....او
واظن اننى استطيع ولو لم اخلق شيئا جديدا سافتح الباب لشئ جديد فعلا من خلال كتاباتى وشعرى وقصائدى القادمة باذن الله

هو ادب الاطفال المكتوب للكبار

كريم بهي